من سمع منه في آخر قدومه الكوفة ليس بشئ انتهى.
طريق آخر لحديث البراء أخرجه أبو داود عن وكيع عن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعهما حتى انصرف انتهى. قال أبو داود هذا الحديث ليس بصحيح وكأنه ضعفه بمحمد بن أبي ليلى وذكره البخاري في كتابه في رفع اليدين معلقا لم يصل سنده به ثم قال وإنما روى بن أبي ليلى هذا من حفظه فأما من روى عن بن أبي ليلى من كتابه فإنما حدث عنه عن يزيد بن أبي زياد فرجع الحديث إلى تلقين يزيد والمحفوظ ما روى عنه الثوري وشعبة وابن عيينة قديما ليس فيه ثم لم يرفع انتهى.
وقال الحازمي في كتابه الناسخ والمنسوخ الوجه التاسع عشر أن يكون أحد الروايتين لم يضطرب لفظه فترجح خبره على خبر من اضطرب لفظه لأنه يدل على ضبطه نحو حديث بن عمر أنه عليه السلام كان يرفع يديه إذا كبر وإذا ركع وإذا رفع فإنه يروى عن بن عمر من غير وجه ولم يختلف عليه فيه فهو أولى بالمصير من حديث البراء بن عازب أنه عليه السلام كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود لأنه يعرف بيزيد بن أبي زياد وهو قد اضطرب فيه قال سفيان بن عيينة كان يزيد بن أبي زياد يروى هذا الحديث ولا يقول فيه ثم لا يعود ثم دخلت الكوفة فرأيته يرويه وقد زاد فيه ثم لا يعود لقنوه فتلقن انتهى. قال البيهقي في المعرفة ويدل على أنه تلقنها أن أصحابه القدماء لم يؤثروها قال عنه مثل سفيان الثوري وشعبة وهشيم وزهير وغيرهم وإنما أتى بها عنه من سمع منه بآخره وكان قد تغير واختلط وابن أبي زياد ضعفه بن معين وقد رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيه عبد الرحمن عن البراء ومحمد بن أبي ليلى أضعف عند أهل الحديث من بن أبي زياد واختلف عليه في إسناده فقيل هكذا وقيل عنه عن الحكم بن عتيبة عن بن أبي ليلى وقيل عنه عن يزيد بن أبي زياد عن بن أبي ليلى فعاد الحديث إلى يزيد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل كان أبي ينكر حديث الحكم.