المأثورة لما روينا من حديث بن مسعود وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ثم اختر من الدعاء أطيبه وأعجبه إليك قلت: كأنه يشير إلى لا الحديث المتقدم عن أبي مسعود علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في وسط الصلاة وآخرها فإذا كان وسط الصلاة نهض إذا فرغ من التشهد وإذا كان آخر الصلاة دعا لنفسه بما شاء وقد قدمنا أن هذا الحديث عند أحمد وقد قدمنا في تشهد بن مسعود ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به وفي رواية ثم يتخير من المسألة ما شاء وليس في هذا كله دليل للمصنف على ما ذكره من ألفاظ القرآن والسنة وخصوصا عند البخاري ثم ليتخير بعد من الكلام ما شاء ذكره في الدعوات وفي الاستيذان ثم قول المصنف بعد وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ثم اختر من الدعاء إلى آخره إن كان هذا من تتمة حديث بن مسعود فيكون أراد بحديث بن مسعود تشهد بن مسعود وإن كان كلاما مستأنفا مقطوعا عن حديث بن مسعود فيكون أراد بحديث بن مسعود قوله: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد في وسط الصلاة إلى آخره وأراد بالآخر حديث التشهد وهذا يترجح بأنهما حديثان ولكن الأول أظهر بل الحديثان حجة للشافعي في إباحة الدعاء بكلام الناس نحو اللهم زوجني امرأة حسناء وأعطني بستانا أنيقا ولكن المانعون يحملون ذلك على الدعاء المأثور ولو استدل صاحب الكتاب بحديث إن صلاتنا لا يصلح فيها شئ من كلام الناس لكان أصوب ولعله سقط من النسخ.
قيل: قوله لما روينا من حديث بن مسعود إلى آخره قال الشافعي يصح الدعاء في الصلاة لكل ما يصح خارج الصلاة وبحديث بن مسعود هذا استدل النووي لمذهبه واستدل البيهقي بحديث بن عباس رواه مسلم في الصلاة عنه قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة وهو معصوب الرأس في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بكر فقال اللهم هل بلغت ثلاث مرات أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المؤمنون أو ترى له ألا وإني قد نهيت أن