بالوقف على بن عباس وابن عمر قال الحاكم ووكيع أثبت من كل من روى هذا الحديث عن بن أبي ليلى وثالثها رواية جماعة من التابعين بالأسانيد الصحيحة المأثورة عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس أنهما كانا يرفعان أيديهما عند الركوع وبعد رفع الرأس من الركوع وقد أسنداه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ورابعها أن شعبة قال لم يسمع الحكم من مقسم إلا أربعة أحاديث وليس هذا الحديث منها وخامسها: عن الحكم قال: إن في جميع الروايات ترفع الأيدي في سبعة مواطن وليس في شئ منها لا ترفع الأيدي إلا فيها ويستحيل أن يكون لا ترفع الأيدي إلا في سبعة مواطن صحيحا وقد تواترت الأخبار بالرفع في غيرها كثيرا منها الاستسقاء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم ورفعه عليه السلام يديه في الدعاء في الصلوات وأمره به ورفع اليدين في القنوت في صلاة الصبح والوتر وروى البيهقي من طريق الشافعي ثنا سعيد بن سالم عن بن جريج قال حدثت عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع الأيدي في الصلاة وإذا رأى البيت وعلى الصفا والمروة وعشية عرفة وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت انتهى. قال:
البيهقي: ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس وعن نافع عن بن عمر مرة موقوفا عليهما ومرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر الميت قال: وابن أبي ليلى هذا غير قوى انتهى.
قوله روى عن بن الزبير أنه حمل ما روى من الرفع في الصلاة على الابتداء ولفظه في الكتاب: والذي يروى من الرفع محمول على الابتداء كذا نقل عن بن الزبير رضي الله عنه قلت: غريب وذكره بن الجوزي في التحقيق فقال وزعمت الحنفية أن أحاديث الرفع منسوخة بحديثين رووا أحدهما عن بن عباس قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يريه كلما ركع وكلما رفع ثم صار إلى افتتاح الصلاة وترك ما سوى ذلك والثاني رووه عن بن الزبير أنه رأى رجلا يرفع يديه من الركوع فقال مه فان هذا شئ فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركه قال: وهذان الحديثان لا يعرفان أصلا وإنما المحفوظ عن بن عباس وابن الزبير خلاف ذلك فأخرج أبو داود عن ميمون المكي أنه رأى الزبير وصلى بهم يشير بكفيه حين يقوم وحين يركع وحين يسجد قال فذهبت إلى بن عباس فأخبرته بذلك فقال إن