فقال اذهب فافرغه عليك انتهى وقد يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم عاجله بالماء قبل ان يتيمم إذ ليس في الحديث انه تيمم أو يقال إنه عليه السلام امره بالاغتسال استحبابا لا وجوبا وقد روى أبو داود من حديث عمرو بن العاص قال احتلمت في ليلة باردة وانا في غزوة ذات السلاسل فأشفقت ان اغتسلت ان أهلك فتيممت ثم صليت بأصحابي الصبح ثم أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يقل شيئا ورواه الحاكم وقال على شرط الشيخين فلو كان الاغتسال بعد التيمم واجبا لامره به فائدة في ذكر وهم وقع لعبد الحق في احكامه ذكر في باب التيمم من كتاب الطهارة من طريق العقيلي عن صالح بن بيان عن محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح التيمم هكذا ووصف صالح من وسط رأسه إلى جبهته قال بن القطان فكتابه هذا خطأ وتصحيف حققه عليه ادخاله إياه في التيمم إذ لم يسمع في رواية ولا في رأى يمسح الرأس في التيمم وإنما هو مسح اليتيم ولو قرأ آخر الحديث لتبين لسوء نقله قال العقيلي في كتابه في ترجمة محمد بن سليمان بن علي أمير البصرة عن أبيه عن جده عن بن عباس مرفوعا مسح اليتيم هكذا ووصف صالح من وسط رأسه إلى جبهته ومن كان له أب فهكذا ووصف صالح من جبهته إلى وسط رأسه قال ومحمد بن سليمان ليس يعرف بالنقل وحديثه غير محفوظ انتهى وقد ذكره غير العقيلي كذلك ومنهم البزار في مسنده وليس لقائل ان يقول لعل التصحيف من العقيلي فان العقيلي إنما يترجم بأسماء الرجال وعبد الحق إنما تحقق وهمه بإدخاله إياه في كتا ب الطهارة بين أحاديث التيمم وإنما هو اليتيم فقال البزار لما رواه هذا حديث لا نعلمه يروي الا من هذا الوجه فلذلك كتبناه إذ لم يشارك محمد بن سليمان في هذه الرواية أحد وكذلك رواه الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن سليمان وقال لا يحفظ له غيره ولم يذكره بجرح ولا تعديل والله أعلم باب المسح على الخفين قوله المسح على الخفين جائز بالسنة والاخبار مستفيضة قلت قال أبو عمرو
(٢٣٦)