استحى الحاكم يورد في كتابه مثل هذا الحديث والموضوع فانا اشهد بالله والله انه لكذب وقال بن عبد الهادي سقط منه لا ومحمد بن أبي السري قال بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال لين الحديث مع أنه قد اختلف عليه فيه فقيل عنه كما تقدم وقيل عنه عن المعتمر عن أبيه عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم وأبو بكر وعمر هكذا أخرجه الطبراني وقيل عنه بهذا الإسناد وفيه الجهر كما رواه الحاكم وقال رجاله ثقات وتوثيق الحاكم لا يعارض ما يثبت في الصحيح خلافه لما عرف من تساهله حتى قيل إن تصحيحه دون تصحيح الترمذي والدارقطني بل تصحيحه كتحسين الترمذي وأحيانا يكون دونه واما بن خزيمة وابن حبان فتصحيحهما لأنه أرجح من تصحيح الحاكم بلا نزاع فكيف تصحيح البخاري ومسلم كيف وأصحاب أنس الثقات الاثبات يروون عنه خلاف ذلك حتى أن شعبة سأل قتادة عن هذا فقال أنت سمعت أنسا يذكر ذلك فقال نعم وأخبره باللفظ الصريح المنافي للجهر ونقل شعبة عن قتادة ما سمعه من أنس في غاية الصحة وارفع درجات الصحيح عند أهله فان قتادة احفظ أهل زمانه واتقان شعبة وضبطه هو الغاية عندهم وهذا مما يرد به قول من يزعم أن بعض الرواة روى حديث أنس بالمعنى الذي فهمه قوله: كانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين ففهم من هذا نفي قراءتها فرواه من عنده فان هذا قول من هو أبعد الناس علما برواية هذا الحديث وألفاظهم الصريحة التي لا تقبل التأويل وبأنهم من العدالة والضبط من الغاية التي لا تحتمل المجازفة أو انه مكابر صاحب هوى فيتبع هواه ويدع موجب الدليل والله أعلم.
وله طريق آخر عند الخطيب عن بن أبي داود عن بن أخي بن وهب عن عمه عن العمري ومالك وابن عيينة عن حميد عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في الفريضة انتهى. قال بن عبد الهادي سقط منه لا كما رواه الباغندي وغيره عن بن أخي بن وهب هذا هو الصحيح واما الجهر فلم يحدث به بن وهب قط ويوضحه ان مالكا رواه في الموطأ عن حميد عن أنس قال قمت وراء أبي بكر الصديق وعمر وعثمان فكلهم لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتحوا الصلاة قال بن عبد البر في التقصي هكذا رواه عن جماعة موقوفا ورواه بن أخي بن وهب عن مالك وابن عيينة والعمري عن حميد