فهذا لم يسنده أبو داود بل قال عقيبه وقد روى حمزة عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا فهذا يدل على أن أبا داود لم يرض بما قاله الثوري ويقدم هذا لأنه مثبت والثوري نافي والحديث الذي أشار إليه أبو داود هو انه عليه السلام كان يقول اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري رواه الترمذي في الدعوات وقال غريب وسمعت محمد بن إسماعيل يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة شيئا انتهى وعلي تقدير صحة ما قال البيهقي انه عروة المزني فيحتمل ان حبيبا سمعه من بن الزبير وسمعه من المزني أيضا كما وقع ذلك في كثير من الأحاديث والله أعلم وقد مال أبو عمر بن عبد البر إلى تصحيح هذا الحديث فقال صححه الكوفيون وثبتوه لرواية الثقات من أئمة الحديث له وحبيب لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتا وقال في موضع آخر لا شك انه أدرك عروة انتهى طريق آخر أخرجه أبو داود والنسائي عن الثوري عن أبي دوق عن إبراهيم التيمي عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يصلى ولا يتوضأ قال أبو داود والنسائي وإبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة قال البيهقي ورواه أبو حنيفة عن أبي دوق عن إبراهيم عن حفصة وإبراهيم لم يسمع من عائشة ولا من حفصة قال والحديث الصحيح عن عائشة إنما هو في قبلة الصائم فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها ولو صح إسناده لقلنا به انتهى قلنا اما قوله إبراهيم لم يسمع من عائشة فقال الدارقطني في سننه بعد أن رواه وقد روى هذا الحديث معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي دوق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة فوصل سنده ومعاوية هذا اخرج له مسلم في صحيحه وأبو دوق عطية بن الحرب اخرج له الحاكم في المستدرك وقال أحمد ليس به باس وقال بن معين صالح وقال أبو حاتم صدوق وقال بن عبد البر قال الكوفيون هو ثقة لم يذكره أحد بجرح ومراسيل الثقات عندهم حجة واما قوله والحديث الصحيح عن عائشة في قبلة الصائم فحمله الضعفاء من الرواة على ترك الوضوء منها فهذا تضعيف منه للرواة من غير دليل ظاهر والمعنيان مختلفان فلا يقال أحدهما بالآخر
(١٢٩)