يقول أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا احصى ثناءا عليك أنت كما أثنيت على نفسك انتهى وهذان الطريقان رواه النسائي في سننه وبوب عليهما ترك الوضوء من مس الرجل امرأته بغير شهوة والخصوم يحملون هذا الحديث على أن المس وقع بحائل وهذا التأويل مع شدة بعده يدفعه بعض ألفاظه كما ستراه إن شاء الله تعالى طريق آخر روى أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسل قبل امرأة من نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال عروة فقلت لها من هي الا أنت فضحكت انتهى ثم أخرجه أبو داود عن عبد الرحمن بن مغراء ثنا الأعمش ثنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة بهذا الحديث قال أبو داود قال يحيى بن سعيد القطان لرجل أحك عني أن هذين الحديثين يعني حديث الأعمش هذا وحديثه بهذا الاسناد في المستحاضة انها تتوضأ لكل صلاة انهما شبه لا شئ قال أبو داود وروى عن الثوري أنه قال ما حدثنا حبيب بن أبي ثابت الا عن عروة المزني يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشئ قال أبو داود وقد روى حمزة الزيات عن حبيب عن عروة بن الزبير عن عائشة حديثا صحيحا انتهى والترمذي لم ينسب عروة في هذا الحديث أصلا واما بن ماجة فإنه نسبه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة فذكره وكذلك رواه الدارقطني ورجال هذا السند كلهم ثقات قال الترمذي وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث ويقول لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة شيئا قال الترمذي ولا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ انتهى وروى البيهقي في سننه هذا الحديث وضعفه وقال إنه يرجع إلى عروة المزني وهو مجهول انتهى قلنا بل هو عروة بن الزبير كما أخرجه بن ماجة بسند صحيح واما سند أبي داود الذي قال فيه عن عروة المزني فإنه من رواية عبد الرحمن بن مغراء عن ناس مجاهيل و عبد الرحمن بن مغراء متكلم فيه قال بن المديني ليس بشئ كان يروي عن الأعمش ستمائة حديث أحاديث تركناه لم يكن بذلك قال بن عدي والذي قاله بن المديني هو كما قال فإنه روى عن الأعمش أحاديث لا يتابعه عليها الثقات واما ما حكاه أبو داود عن الثوري أنه قال ما حدثنا حبيب بن أبي ثابت الا عن عروة المزني
(١٢٨)