طريق واحد وسلم من شوائب الطعن تعين المصير إليه ولا عبرة باختلاف الباقين وطريق مالك إليها لا يختلف في صحته وعدالة رواته قال وقد روى هذا الحديث جماعة من الصحابة غير بسرة نحو عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة وأم حبيبة وكثرة الرواة مؤثرة في الترجيح واما حديث الرخصة فإنه لا يحفظ من طريق توازي هذه الطريق أو تقاربها الا من حديث طلق بن علي اليمامي وهو حديث فرد في الباب قال وزعم بعض الكوفيين ان كثرة الرواة لا اثر لها في باب الترجيحات لان طريق كل واحد منهما غلبة الظن فصار كشهادة شاهدين مع شهادة أربعة ورده بان غلبة الظن إنما تعتبر في باب الرواية دون الشهادة الا ترى انه لو شهد خمسون امرأة بشهادة لم تقبل شهادتين ولو شهد بها رجلان قبلا ومعلوم أن شهادة خمسين امرأة أقوى في اليقين وكذلك سوى الشارع بين شهادة امامين عالمين وشهادة رجلين جاهلين واما في الرواية فترجح رواية الأعلم الدين على غيره من غير خلاف يعرف في ذلك فظهر الفرق بينهما ووجب المصير إلى حديث بسرة والله أعلم انتهى الحديث الثاني من أحاديث الأصحاب أخرجه بن ماجة في سننه عن جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني مسست ذكري وانا أصلي فقال لا باس إنما هو جزء منك انتهى وهو حديث ضعيف قال البخاري والنسائي والدارقطني في جعفر بن الزبير متروك والقاسم أيضا ضعيف الحديث الثالث أخرجه الدارقطني في سننه عن الفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي وكان من الصحابة ان رجلا قال يا رسول الله اني احتككت في الصلاة فأصابت يدي فرجى فقال النبي صلى الله عليه وسلم وانا افعل ذلك انتهى وهو حديث ضعيف أيضا قال بن عدي الفضل بن مختار أحاديثه منكرة وقال أبو حاتم هو مجهول وأحاديثه منكرة يحدث بالأباطيل انتهى قال الطحاوي في شرح الآثار وقد روى عن جماعة من الصحابة مثل مذهبنا ثم اخرج عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال ما أبالي مسست أنفي أو ذكري واخرج عن بن مسعود نحو ذلك واخرج عن عمار بن ياسر أنه قال وإنما هو بضعة منك وان لكفك موضعا غيره ثم اخرج عن حذيفة وعمران بن حصين
(١٢٥)