لرفاعة بن زيد وكتابه هذا قصة ذكرها ابن هشام وغيره وملخصها: أن قوم رفاعة أسلموا، ثم لم يلبثوا أن قدم دحية بن خليفة من عند قيصر ومعه تجارة له، حتى إذا كان بواد من أوديتهم " شنار " أغار عليه رجلان من بني ضليع - مصغرا - (1) فأصابا كل شئ كان معه، فبلغ ذلك قوما من بني الضبيب رهط رفاعة ممن أسلم، فنفروا وقاتلوا وأخذوا المال وأعطوه دحية.
فلما قدم دحية استنصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بني ضليع فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيد بن حارثة (وكان قوم رفاعة نزلوا بعد ذلك الحرة الرجلاء) فأغار على قوم من بني الضبيب، فركب جمع منهم إلى رفاعة وهو وقتئذ بكراع ربه وقالوا له: إنك جالس تحلب المعزى ونساء جذام أسارى، فقام رفاعة وأخذ الكتاب فساروا إلى جوف المدينة ثلاث ليال، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألاح إليهم بيده أن تعالوا من وراء الناس، فدفع رفاعة كتابه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: دونك يا رسول الله قديما كتابه حديثا غدره، فقال (صلى الله عليه وآله): اقرأ يا غلام وأعلن، فلما قرأه استخبرهم فأخبروه الخبر.
فقال (صلى الله عليه وآله): كيف أصنع بالقتلى ثلاث مرار؟ فقال رفاعة: أنت يا رسول الله أعلم لا نحل لك حراما ولا نحرم عليك حلالا، فقال رجل منهم: أطلق لنا يا رسول الله من كان حيا ومن قتل فهو تحت قدمي هذه، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) فأخذ ما في أيدي الجيش حتى كانوا ينزعون لبيد المرأة من تحت الرحل (2).