قول الأكثر أو سنة ثمان أو سبع، ويوافق أيضا ما يأتي من حديث زواج أم حبيبة وتجهيز المسلمين إلى المدينة، ويؤيده ما ورد من أنه بعد وصول كتاب النبي (صلى الله عليه وآله) بعث وفدا إلى المدينة للتحقيق عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن النبوة، فلما حققوا ورجعوا وأخبروا آمن وأسلم (1).
وقال في المواهب اللدنية: " وهذا هو أصحمة الذي هاجر إليه المسلمون في رجب سنة خمس من النبوة وكتب إليه النبي (صلى الله عليه وآله) يدعوه إلى الإسلام مع عمرو بن أمية الضمري سنة ست وأسلم على يد جعفر وتوفي في رجب سنة تسع من الهجرة ونعاه النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم توفي وصلى عليه بالمدينة، وأما النجاشي الذي ولي بعده وكتب إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) يدعوه إلى الإسلام فكان كافرا لم يعرف إسلامه ولا اسمه، وقد خلط بعضهم ولم يميز بينهما " - ثم نقل كلام مسلم - (2).
والذي يدل عليه لفظ هذا الكتاب - بناء على رواية جمع كما تقدم - هو أن الكتاب كتب من مكة إلى الحبشة قبل بعث جعفر أو أرسله مع جعفر حيث يقول (صلى الله عليه وآله) فيه: " بعثت إليكم ابن عمي جعفرا ومعه نفر من المسلمين، فإذا جاءوك فأقر ودع التجبر.. " لأن جعفر هاجر إلى الحبشة سنة خمس من النبوة (3) وبينها وبين كتابه إلى الملوك مالا يقل عن اثنتي عشرة سنة ولا معنى حينئذ لقوله: " فإذا جاءوك " مضافا إلى أن قوله: " بعثت إليكم " ظاهر في بداية البعثة، وقد تنبه لهذه الجهة محمد حميد الله في كتابه القيم " مجموعة الوثائق السياسية: 43 وفي ط: 25 فقال: " في السنة الثامنة قبل الهجرة (الخامسة للنبوة) هاجر بعض مسلمي مكة إلى الحبشة ونجد في الوثيقة 21 العبارة الآتية: " وقد بعثت إليك ابن عمي جعفر ونفرا