دون كتاب الله ضلال ومضل كما أضل الأمم السابقة من دون أي خصوصية في زمان دون زمان كما فهم هؤلاء المانعون من الكتابة الاستمرار حتى استمروا على المنع بعد أمر الخليفة إلى منتصف القرن الثاني.
ثم أي قيمة لهذا النهي المزعوم مع مخالفته لكتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثابتة؟
بل أي قيمة لهذه الأحاديث التي خالفها رواتها وناقلوها كما تقدم ويأتي الإشارة إليه.
ونعم ما قال العلامة المتتبع العسكري دام ظله: " إن صحت هذه الأحاديث فما على المسلمين إلا أن يجمعوا جميع مصادر الدراسات الاسلامية والتي حوت أحاديث الرسول أو كان فيها شئ من حديثه مثل الصحاح والسنن والمسانيد والسير والتفاسير ويحرقوها أو يلقوها في البحر، وبناء على ذلك لست أدري ماذا يبقى من شرائع الإسلام إذا ألقينا بجميع مصادر سنة الرسول في البحر؟! لا لم يتفوه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بتلك الأحاديث، وإنما قال في خطبته بمنى في حجة الوداع: نضر الله وجه عبد... (1) ".
غاية المطاف:
إن الأحاديث الناهية - مع الغض عن ضعف إسنادها كما تقدم وعن الإشكالات التي ذكرنا - على فرض صحتها لا تقاوم الأحاديث المعارضة الآمرة بالكتابة أو الحاثة والمرغبة إليها مع صحتها وكثرتها وصراحتها لا سيما مع تأيدها بالكتاب والعقل والإجماع وعمل الرسول (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) وصحبه الكرام.