أقول: ويشهد بتعدد كتبهم ما نقله المؤرخون في قصص بني قريظة والنضير وبني قينقاع، قال ابن كثير في البداية والنهاية 4: 103 في قصة بني قريظة:
" قال ابن إسحاق بعد نقل مجئ حيي بن أخطب إلى بني قريظة لحثهم على نقض العهد والاجتماع على نصرة قريش: فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له (في نقض عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)) على أن أعطاه حيي عهد الله وميثاقه لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمدا أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب بن أسد العهد وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال موسى بن عقبة... فعند ذلك نقضوا العهد، ومزقوا الصحيفة التي كان فيها العقد إلا بني سعنة: أسد وأسيد وثعلبة، فإنهم خرجوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ".
79 - كتابه (صلى الله عليه وآله) ليهود المدينة:
لما قتل الله المشركين ببدر خرج كعب بن الأشرف إلى مكة وجعل يحرض على أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويبكي على أصحاب القليب، ثم رجع إلى المدينة يشبب بنساء المسلمين حتى آذاهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لي بابن الأشرف؟
فقتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلامة وعباد بن بشر والحارث بن أوس وأبو عبس بن جبر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة بن مسعود على سنيسنة رجل من تجار يهود فقتله، فخافت اليهود من ذلك خوفا شديدا، فجاءوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يشكون ذلك، فذكرهم النبي (صلى الله عليه وآله) ما فعل ابن الأشرف ثم دعاهم إلى المعاهدة فأجابوا، فكتبوا بينهم وبينه (صلى الله عليه وآله) كتابا في دار رملة