على ما أرادوا من غير كتاب الله فهو المثناة (1).
وكأنه شبه الخليفة كتب الحديث التي كتبها الصحابة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمثناة أهل الكتابة تكذيبا وتحقيرا وتضليلا، وسوف نذكر بعض مراد الخليفة أو أن ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل بيته وفضائلهم ووجوب طاعتهم وولايتهم و... يشبه المثناة (والعياذ بالله).
العلة الحقيقية للمنع عن كتابة الحديث:
قد ذكرنا العلل المنقولة عن الخليفتين، وما ذكر علماء مدرستهما في المنع عن كتابة الحديث وتدوينه، وإحراق صحائف الصحابة رضي الله عنهم، وإصدار الأمر بإحراق ما في البلاد من كتب الحديث.
وذكرنا ما خطر بالبال أو ما قيل ويقال في تزييف هذه العلل ونقدها وبيان فسادها وبطلانها، ونقلنا أيضا ما يقال في تحبيذ عملهما.
ولكن الذي يقتضيه التحقيق والتدقيق أن هناك علة أخرى لم يذكروها بل أرادوا إخفاءها وهي:
إخفاء ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضائل أهل بيته (عليهم السلام)، وولايتهم ووجوب مودتهم واتباعهم، وأن طاعتهم وحبهم حب الله تعالى، ومخالفتهم وبغضهم مخالفة