" حسبنا كتاب الله " بمعنى لا تفسروا القرآن بالسنة ولا تفهموا معانيه بها حتى يأولوه على آرائهم كيفما شاءوا، أو المراد التجريد في الكتابة أي: لا تكتبوه مع الحديث حتى يلتبس الأمر؟ والظاهر هو الأول (1).
وعلى كل حال اشترط شرطا لعماله، واهتم بذلك اهتماما عظيما لكي يكون الدين طوع أيدي الأمراء بعد الابتعاد عن السنة وعن تفسير القرآن بها.
استمرار خط قريش في المنع عن نشر الحديث:
استمر خط قريش باتباع الخليفة الثالث وبعده معاوية و... هذا المنهج:
قال محمود بن لبيد: " سمعت عثمان على المنبر يقول: لا يحل لأحد أن يروى حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم أسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر " (2).
روى مرثد أبو كثير عن أبيه عن أبي ذر: " أن رجلا أتاه فقال: إن مصدق عثمان (رضي الله عنه) ازداد علينا، أنغيب عليهم بقدر ما ازدادوا علينا، فقال: لا... قال وعلى رأسه فتى من قريش فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال: أرقيب أنت علي؟ فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني منفذ كلمة سمعتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن تجيزوا علي