الرقاد وكتب على مقتبسيه الزناد ولا ترى للعالم علما... " (1).
وعن إبراهيم بن هاني: " قلت لأحمد بن حنبل: أي شئ أحب إليك أجلس بالليل أنسخ أو أصلي تطوعا؟ فقال: إذا كنت تنسخ، فأنت تعلم به أمر دينك فهو أحب إلي " (2).
هذا قليل من كثير من كلمات العلماء من الصحابة والتابعين وغيرهم تدل على ما يحكم به العقل في كتابة الحديث، وهذه العبائر تحكي عن بيان ما عندهم حسب ارتكازهم وحكم فطرتهم، وأنهم يعلمون أن السنة إذا لم تكتب تذهب أو يقع فيها تحريف أو سهو أو نسيان أو خطأ وتدخل فيها الأكاذيب وإذا ذهبت السنة ذهب الدين.
لفت نظر:
ومما يلفت النظر هو سؤال رافع بن خديج الأنصاري الأوسي عن الكتابة واستئذانه في ذلك أو هو ورجل آخر يشكو الحفظ ويستأذن في الاستعانة باليد كأنه شك في جوازها حتى مع عدم إمكان الحفظ أو معه يعني شك في أمر بديهي عند العقل والعقلاء، ولا أرى له وجها إلا التشكيك من الذين نهوا عبد الله بن عمرو عن الكتابة قائلين: إنه بشر يغضب ويرضى - والعياذ بالله - يتكلم برضاه وسخطه على خلاف الحق والواقع، وقد مر كلام القاضي عياض في ذلك، وسوف يأتي منا البحث حول ذلك.