علماء اليهود والنصارى من عند أنفسهم، لكونهم متهمين بالكذب على النبي (صلى الله عليه وآله) عند المانعين، أو لكون قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) كذلك (والعياذ بالله تعالى)؟ (1).
فلابد من التكلم في أمرين: الأول في الأدلة المذكورة في أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن كتابة الحديث، والثاني في تشبيههم الأحاديث النبوية بما كتبه علماء اليهود من عند أنفسهم:
الأمر الأول في: الأحاديث الواردة في النهي عن كتابة الحديث:
أما تعليلهم المنع عن كتابة الحديث فبأن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى عن كتابة الحديث، وقد روي ذلك عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم منهم:
1 - أبو سعيد الخدري قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب - قال همام أحسبه قال: متعمدا - فليتبوأ مقعده من النار ".
ألفاظ الحديث مختلفة ولكن لا تضر بالمعنى.
رواه الخطيب بأسانيد كثيرة عن همام بن يحيى عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد وكذلك أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث، ونقله مسلم عن هداب بن خالد الأزدي عن همام عن زيد بن أسلم... وفي سنن الدارمي وجامع بيان العلم بإسنادهما عن هشام عن زيد بن أسلم.
فالراوي لهذا الحديث هو زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد.