فإني ما سمعته. قال: هذا خبر مشهور عند الشيعة. يروى بإسناد لهم لا أحفظه أن امرأة يقال لها زينب ادعت أنها علوية فجئ بها إلى علي بن موسى الرضا رضي الله عنهم فدفع نسبتها فخاطبته بكلام دفعت به نسبه ونسبته إلى مثل ما نسبها له من الادعاء، وكان ذلك بحضرة الخليفة. فقال الرضا: أخرج أنا وهذه إلى بركة السباع فإني رويت عن آبائي عن النبي صلى الله عليه وسلم ان لحوم ولد فاطمة رضي الله عنها محرمة على اكل السباع فمن أكلته السباع فهو دعى. فقالت المرأة: لا أرضى بهذا ودفعت الخبر فأجبرها السلطان على ذلك.
فقالت: فلينزل هو قبلي، فنزل الرضا رضي الله عنه بركة السباع بمحضر من خلق عظيم فلما رأته السباع أقعت على أذنابها فدنا منها ولم يزل يمسح رأس كل واحد منها ويمر بيده إلى ذنبه والسبع يبصبص له حتى أتى على آخرها ثم ولى، وكرهت المرأة النزول وأبته، فأجبرت على ذلك فحين نزلت وثب عليها بعض السباع فافترسها ومزقها فعرفت بزينب الكذابة.
وروى عن جماعة من شيوخ البحرين الذين ترددوا إلى بلد الهند أنهم سمعوا هناك حكاية مستفيضة أن رجلا كان معاشه صيد الفيلة. قال:
استخفيت مرة في شجرة عالية كثيرة الورق في غيضة كانت تجتاز بها الفيلة من شرائع الماء التي تردها إلى مرتعها فاجتاز بي قطيع منها وكانت عادتي أن أدع القطعان تجوز إلى أن يبلغ آخر فيل فأرميه بسهم مسموم في بعض مقاتله فتفزع الفيلة وتمضى فإذا مات المجروح نزلت فاقتلعت أنيابه وسلخت جلده وأخذت ذلك وبعته في البلاد فلما اجتاز بي هذا القطيع رميت آخر فيل كان فيه فخر فاضطربت الفيلة وأسرعت إليه فإذا أعظمها قد عاد فوقف عليه وتأمل السهم والجرح ورجعت معه الفيلة ووقفت بوقوفه فما زال قائما والفيل المجروح يضطرب إلى أن مات فضج ذلك الفيل ضجيجا عظيما وضجت الفيلة ثم انتشرت في الغيضة ففتشوها شجرة شجرة فأيقنت بالهلاك. وانتهى الفيل الأعظم إلى