أبرزته من حجبه مقهورة * والله يشهد لي بذاك ويعلم كشف الزمان قناعة في بلدة * قل الصديق بها وعز الدرهم أصبحت في أرض الحجاز غريبا * وأبو ربيعة أسرتي ومحكم قال فأعجبني ما رأيت من جمالها وفصاحتها وأدبها وشعرها فبررتها وكتبت الأبيات منها وقلت لها ما اسمك؟ قالت: المهنأة بنت الهيثم الشيباني.
وكان أبى جار النبي صلى الله عليه وسلم فزاره واعتل ونفد ماله وتوفى وتركني فقيرة فاحتجت إلى التكفف قال: ورحلنا فلما صرنا إلى الدجلة دخلت إلى مالك بن طوق مسلما فسألني عن طريقي وسفري وما رأيته فيه من الأعاجيب فحدثته بحديث الجارية فأعجبه واستظرفه وكتب الأبيات منى، فدخلت إلى منزلي بالشام فلما كان بعد مدة أتاني رسوله يستزيرني فصرت إليه فلما كان بعد أيام من اجتماعنا كنت جالسا بحضرته فإذا خادمان قد جاءا ومعهما أكياس مختومة، وتخوت ثياب مشدودة فوضعاها إلى جانبي فقلت لمالك ما هذا؟ قال حق دلالتك على المهناة بنت الهيثم الشيباني حتى أظفرني الله تعالى بها وهي أرسلت هذا إليك من مالها، ولك من مالي ضعفه قلت فما الخبر:
قال إنك لما انصرفت أنفذت رسلا إلى البادية ممن أثق بعقولهم وأمانتهم فما زالوا يسألون عنها حتى ظفروا بها، وحملوها إلى ووليها معها فلما جاءتني رأيت منها زيادة عما كان زرعه في نفسي حديثك عنها فتزوجتها من وليها، وجعلته أحد قوادي وأفضت عليها من دنياي حسب تمكنها من قلبي، فسألت عن سبب طلبي لها فأخبرتها خبرك، وكتبت أستزيرك لأعرفك هذا، وأقضى حقك فلما عرفت حضورك أنفذت هذا إليك، وقد أمرت لك بعشرين ألف درهم وعشر تخوت ثيابا، قال ابن عبد الحميد:
فكانت أم عدة من أولاده * حدثني أبو القاسم سعيد بن عبد الرحمن الكاتب الأصبهاني قال: كان أبو الحسن بن أبي الفضل يتقلد بلدنا فقدم عليه من بغداد شيخ من الكتاب يطلب التصرف وأورد عليه كتبا من إخوانه بالحضرة يذكرون طول عطلته وموقعه من الصناعة ويسألونه تصريفه فسلم الرجل وجلس، وأخرج إضبارة الكتب فتركها بين يديه، وكان في الأمير حدة