الذي معنا وأشد طرفه برجلك حتى لا يأخذني النوم فإن جاء الأسد أخذني دونك. وما زال يحسن لي ذلك الرأي حتى أطعته وملنا إلى أحد القباب ودخلناها وفعل ما قال فلا والله ما مضت قطعة من الليل حتى وافى السبع فأخذ الأسود ودقه واحتمله وجر رجلي المشدودة معه في الحبل ولم يزل يجرني على الشوك والحجارة والدكادك إلى أن صار إلى أجمته وأنا ألا أعقل شيئا من أمرى ولا أحس بأكثر مما يجرى ولا تمييز لي يؤديني إلى الاجتهاد في حل الحبل من رجلي ثم رمى بالأسود وربض عليه وما زال يأكل منه حتى شبع وترك ما فضل منه وليس في من حس الحياة غير النظر فقط ثم مضى فنام بالقرب من مكاننا وبقيت زمانا على تلك الحال ثم سكن روعي وثاب إلى فهمي ورجعت إلى نفسي فحللت رجلي من الحبل المشئوم وقمت لأدب فعثرت بشئ لا أدرى ما هو فأخذته بيدي فإذا هو هميان ثقيل فشددته في وسطى وخرجت من الأجمة وقد قارب الصبح أن يسفر ومشيت إلى القبة التي فيها دابتي فإذا هي واقفة بحالها فأخرجتها وركبتها وانصرفت إلى منزلي فوجدت في الهميان جملة دنانير فحمدت الله عز وجل على السلامة وبقى الرعب في قلبي والتألم في جسدي.
(٣١٤)