ومن حيث رأى عمر ومن اتبع عمر أن الجهال إذا سمعوا أن الصلاة خير العمل تركوا الجهاد، يحب أن يتركوا الصلاة إذا لم يسمعوا ذلك والله أعلم بهم وبما يحضهم على طاعته من عمر وغيره، وفساد هذا القول أبين من أن يحتاج إلى الشواهد والدلائل عليه والاحتجاج على قائليه. نسأل الله العصمة من الزيغ عن دينه والثبات على طاعته وطاعة أوليائه.
وروينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي صلوات الله عليه وعلى الأئمة من ولده أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلث لو تعلم أمتي مالها فيها لضربت عليها بالسهام: الاذان، والغدو إلى الجمعة، والصف الأول، وقال (صلع):
يحشر المؤذنون يوم القيامة أطول الناس أعناقا ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله، ومعنى قوله أطول الناس أعناقا، أي لاستشرافهم وتطاولهم إلى رحمة الله، على خلاف من وصف الله عز وجل سوء حاله فقال: (1) ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم.
وعنه (صلع) أنه رغب الناس وحضهم على الاذان. وذكر لهم فضائله، فقال له بعضهم: يا رسول الله، لقد رغبتنا في الاذان حتى إننا لنخاف أن تضارب عليه أمتك بالسيوف، فقال: أما إنه لن يعدو ضعفاءكم.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: ما آسى (2) على شئ غير أنى وددت أنى سألت رسول الله (صلع) الاذان للحسن والحسين.
وروينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: الأذان والإقامة مثنى مثنى، وتفرد الشهادة في آخر الإقامة، تقول: لا إله إلا الله، مرة واحدة.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: يستقبل المؤذن القبلة في الأذان والإقامة.
فإذا قال: حي (3) على الصلاة، حي على الفلاح، حول وجهه يمينا وشمالا.