مؤمن ومؤمنة بعدي، وهذا أيضا من مشهور الاخبار وهو من قول الله عز وجل: (1) أفمن كان على بينة من ربه، يعنى رسول الله (صلع) ويتلوه شاهد منه، فقال رسول الله (صلع): على منى وأنا منه، فدل ذلك على أنه الشاهد الذي يتلوه، شاهد على أمته وحجة عليهم من بعده، وإمام مفترض الطاعة ووصيه من بعده كوصي موسى في قومه، ولا يقتضى قول رسول الله (صلع) لعلى (ع م) أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه خليفته في أمته كما قال موسى لهارون: (2) أخلفني في قومي، والاخبار والحجة في هذا الباب تخرج عن حد هذا الكتاب، ولو أنا استقصينا ما يدخل في كل باب لاحتجنا له إلى إفراد كتاب، إنما شرطنا أن نذكر جملا من القول يكتفى بها ذوو الألباب، والله الموفق للصواب.
ذكر ولاية (3) الأئمة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين قال الله عز وجل: (4) يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم. وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه (5) أن سائلا سأله عن قول الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (6) فكان جوابه أن قال: (7) ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا، فقال: يقولون لائمة الضلال والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا، (8) أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد