ذكر الايمان (1) روينا عن جعفر بن محمد أنه قال: الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان وهذا الذي لا يصح غيره، لا كما زعمت المرجئة أن الايمان قول بلا عمل (2)، ولا كالذي قالت الجماعة من العامة إن الايمان قول وعمل فقط، وكيف يكون ما قالت المرجئة إنه قول بلا عمل وهم والأمة مجمعون على أن من ترك العمل بفريضة من فرائض الله عز وجل التي افترضها على عباده منكرا لها أنه كافر حلال الدم ما كان مصرا على ذلك، وإن أقر بالله ووحده وصدق رسوله بلسانه إلا أنه يقول هذه الفريضة ليست مما جاء به (3) وقد قال الله عز وجل: (4) وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة، فأخرجهم من الايمان بمنعهم الزكاة وبذلك استحل القوم أجمعون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله دماء بنى حنيفة وسبى (5) ذراريهم وسموهم أهل الردة إذ (6) منعوهم الزكاة.
وقد روينا عن جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله أنه قال: قال أبى رضوان الله عليه يوما لجابر (7) بن عبد الله الأنصاري: يا جابر، هل فرض الله الزكاة على مشرك، قال: لا إنما فرضها على المسلمين، قلت أنا له: فأين أنت من قول الله عز وجل: (8) وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة، قال جابر: كأني والله ما قرأتها، وإنها لفي كتاب الله عز وجل، قال أبو عبد الله: فنزلت فيمن أشرك بولاية أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وأعطى زكاته من نصب نفسه دونه. والكلام في مثل هذا يطول.
وقول الجماعة إن الايمان قول وعمل بغير اعتقاد نية محال، لأنهم قد أجمعوا على أن رجلا لو أمسك عن الطعام والشراب يومه إلى الليل وهو لا ينوى الصوم لم 7 - 6, 41 (8)