سكتت ولا قائمة إلا جلست، قال الأصبغ: وهو أصبغ صاحب الحديث:
وكان في إحدى الحجر عائشة ومن معها من خاصتها، وفى الأخرى مروان بن حكم وشباب من قريش، وفى الأخرى عبد الله بن الزبير وأهله، فقيل له:
فهلا بسطتم أيديكم على هؤلاء فقتلتموهم؟ أليس هؤلاء كانوا أصحاب القرحة، فلم استبقاهم؟ قال الأصبغ: قد ضربنا والله بأيدينا على (1) قوائم السيوف وحددنا أبصارنا نحوه لكي يأمرنا فيهم بأمر فما فعل، ووسعهم عفوه، وذكر باقي الحديث بطوله.
وأما أهل العدل لأهل البغي كأمانهم المشركين، إن آمن رجل من أهل العدل رجلا من أهل البغي فهو آمن حتى يبلغه مأمنه (2).
ذكر الحكم في غنائم أهل البغي روينا عن علي صلوات الله عليه أنه لما هزم أهل الجمل جمع كل ما أصابه في عسكرهم مما أجلبوا به عليه فخمسة وقسم أربعة أخماسه على أصحابه ومضى، فلما صار إلى البصرة قال أصابه: يا أمير المؤمنين، أقسم بيننا ذراريهم وأموالهم. قال:
ليس لكم ذلك، قالوا: وكيف أحللت لنا دماءهم ولا تحل لنا سبى ذراريهم؟
قال: حاربنا الرجال فحاربناهم، فأما النساء والذراري، فلا سبيل لنا عليهم لأنهن مسلمات وفى داره هجرة، فليس لكم عليهن سبيل، فأما ما أجلبوا عليكم به واستعانوا به على حربكم، وضمه عسكرهم، وحواه، فهو لكم. وما كان في دورهم فهو ميراث على فرائض الله تعالى لذراريهم، وعلى نسائهم العدة، وليس لكم عليهن ولا على الذراري من سبيل. فراجعوه في ذلك، فلما أكثروا عليه قال:
هاتوا سهامكم واضربوا على عائشة أيكم يأخذها. فهي رأس الامر. قالوا: نستغفر الله، قال وأنا أستغفر الله، فسكتوا. ولم يعرض لما كان في دورهم ولا لنسائهم