وكذلك قال عامة الناس، وكانت الآية في آخر زمانه ومعها أتى العذاب إلى قومه لكفرهم به، فأهلكهم الله عز وجل بعصيانهم (1) ورد نبوته، ونجاه فيها ومن آمن معه. وقد هلك قبل ذلك أمم ممن كذبه وصاروا إلى النار بكفرهم وتكذيبهم إياه، ولما جاء به عن ربه، ولو لم تكن تجب عندهم نبوته إلا بآية لما كان عليهم أن يؤمنوا به (2)، ولو لم تكن تجب عليهم إجابته لما كان له أن يدعوهم دون أن يأتيهم بآية، إذ كان لا يجب عليهم تصديقه دون أن يأتي (3) بها ولا يحب (4) أن يدعوهم إلى ما لا يجب عليهم قبوله. وما كان الله عز وجل ليبعث نبيا يدعو إليه وهو غير مفترض الطاعة، وهذا بين لمن تدبره، ووفق (5) لفهمه. ولو ذكرنا (6) ما كان ينبغي أن يدخل في هذا الباب لخرج من حد هذا الكتاب (7)، ولكنا أثبتنا (8) من ذلك نكتا (9) يفهمها ذوو الألباب، والله الموفق برحمته للصواب.
ذكر منازل الأئمة صلوات الله عليهم، وأحوالهم وتبريهم ممن وضعهم بغير مواضعهم وتكفيرهم من ألحد فيهم أئمة الهدى صلوات الله عليهم ورحمته وبركاته خلق من خلق الله جل جلاله، وعباد مصطفون من عباده، افترض (10) طاعة كل إمام منهم على أهل عصره، وأوجب عليهم التسليم لامره، وجعلهم هداة خلقه إليه، وأدلاء عباده عليه،