ذكر قتال أهل البغي قال الله تعالى: (1) وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله، إلى قوله: إن الله يحب المقسطين (2) فافترض الله عز وجل قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين، ولذلك قال على صلوات الله عليه: فيما رويناه عنه وذكر قتال من قاتله منهم فقال: (3) ما وجدت إلا قتالهم أو الكفر بما أنزل الله على محمد (4) (صلع).
وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه ذكر الذين حاربوا عليا صلوات الله عليه فقال: أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله (صلع). قيل له:
وكيف ذلك يا بن رسول الله (صلع)؟ قال: لان أولئك كانوا جاهلية، وهؤلاء قرءوا (5) القرآن، وعرفوا فضل أولى الفضل، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: أمرت أن أقاتل (6) الناكثين والقاسطين والمارقين، ففعلت ما أمرت به، فأما الناكثون فهم أهل البصرة وغيرهم من أصحاب الجمل.
وأما المارقون فهم الخوارج. وأما القاسطون فهم أهل الشام وغيرهم من أحزاب معاوية.
وعنه (ع) أنه سئل عن الذين قاتلهم من أهل القبلة: أكافرون هم؟ قال:
كفروا بالأحكام وكفروا بالنعم كفرا ليس ككفر المشركين الذين دفعوا النبوة ولم يقروا بالاسلام. ولو كانوا كذلك ما حلت لنا مناكحتهم ولا ذبائحهم ولا مواريثهم.
فهم - وإن كانوا غير مشركين - على الجملة كما قال على صلوات الله عليه: فإنهم لم يتعلقوا من الاسلام إلا باسمه إقرارا بألسنتهم، حل بذلك الاقرار مناكحتهم ومواريثهم.
روينا عن رسول الله (صلع) وعن علي (ع) ما يؤيد ما قلناه، فالذي