وقال: يا أيها الناس، ثلاثا، واجتمعوا ووقفوا وأنصتوا، (1) فقال: (2) من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، أحدثكم بما سمعته من رسول الله (صلع) سمعته يقول حين احتضر: (3) إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كهاتين، وجمع بين أصبعيه المسبحتين من يديه وقرنهما وساوى بينهما، وقال: ولا أقول كهاتين، وقرن بين أصبعيه الوسطى والمسبحة من يده اليمنى، لان إحداهما تسبق الأخرى، ألا وإن مثلهما فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تركها غرق.
وروينا عن علي صلوات الله عليه أنه سئل عن أهل الذكر: من هم، قال: نحن أهل الذكر. وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه سئل (4) فقال مثل ذلك. (5) والاخبار في هذا الباب تخرج عن حد هذا الكتاب، وفيما ذكرناه منها كفاية لذوي الألباب ولمن وفق للصواب.
ذكر إيجاب الصلاة على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وأنهم أهل بيته، وانتقال الإمامة فيهم والبيان على أنهم أمة محمد صلى الله عليه وعليهم (6) قال الله عز وجل: (7) إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وروينا عن رسول الله (صلع) أن قوما من أصحابه سألوه عند نزول هذه الآية عليه فقالوا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلى