حتى يبلغ الهدى محله " والمتمتع يدخل محرما فيطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، فإذا فعل ذلك حل من إحرامه، وأخذ شيئا من شعره وأظافيره وأبقى من ذلك لحجه، وحل من كل شئ ثم يجدد إحراما للحج من مكة، ثم يهدى ما استيسر من الهدى كما قال الله عز وجل.
وعن أبي جعفر محمد بن علي (صلع) أنه قال في قول الله تعالى: (1) " الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج "، قال: الأشهر المعلومات شوال وذو القعدة وذو الحجة لا يفرض الحج في غيرها. وفرض الحج التلبية والاشعار والتقليد. فأي ذلك فعله من أراد الحج فقد فرض الحج. والرفث الجماع، والفسوق الكذب والسباب والجدال لا والله وبلى (2) والله، والمفاخرة.
ذكر الرغائب في الحج روينا عن أبي جعفر محمد بن علي أنه قال في قول الله عز وجل " (3) " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " قال: كان في قولهم هذا منة منهم على الله بعبادتهم وإنما قال ذلك بعض الملائكة لما عرفوا من حال من كان في الأرض من الجن قبل آدم، فأعرض الله عنهم، وخلق آدم وعلمه الأسماء كلها (4) ثم سأل الملائكة، فقالوا: (5) " لا علم لنا إلا ما علمتنا "، قال: (6) " يا آدم أنبئهم بأسمائهم " فلما أنبأهم بأسمائهم قال لهم: (7) " اسجدوا لآدم فسجدوا، فقالوا في أنفسهم: وهم ساجدون، ما كنا نظن أن الله يخلق خلقا أكرم عليه