ذكر الاعتكاف قال الله عز وجل (1): " ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد " يعنى النساء، والعاكف المقيم. والاعتكاف في المساجد المقام بها. والمعتكف الذي يلزم المسجد لا يخرج منه ليلا ولا نهارا، يحبس نفسه فيه على الصلاة وذكر الله تعالى.
وروينا عن جعفر بن محمد (صلع) عن أبيه عن آبائه (2) أن رسول الله (صلع) قال: اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان يعدل حجتين وعمرتين.
وعنه (صلع): أنه قام (3) أول ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، قد كفاكم الله عدوكم من الجن والإنس (4) ووعدكم الإجابة، فقال: (5) " ادعوني أستجب لكم " ألا وقد وكل الله بكل شيطان مريد (6) سبعة أملاك. فليس بمحاول حتى ينقضي شهركم هذا. ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة. ألا والدعاء فيه مقبول، ثم شمر رسول الله (صلع) وشد مئزره وبرز من بيته واعتكفهن وأحيا الليل كله. وكان يغتسل كل ليلة بين العشاءين.
وعن جعفر بن محمد (صلع) أنه قال: اعتكف رسول الله العشر الأول من شهر رمضان لسنة. ثم اعتكف في السنة الثانية العشر الوسطى. ثم اعتكف في السنة الثالثة العشر الأواخر.
وعن جعفر بن محمد (صلع) أنه قال: لا يكون الاعتكاف إلا بصوم.
ولا اعتكاف إلا في مسجد يجمع فيه. ولا يصلى المعتكف في بيته. ولا يأتي النساء، ولا يبيع ولا يشترى. ولا يخرج من المسجد إلا لحاجة لابد منها.