إذا انتهت نفسه إلى ها هنا، وأومى بيده إلى حلقه.
ثم قال: إن تعيشوا تروا ما تقر به أعينكم وإن متم تقدموا والله على سلف نعم السلف لكم، أما والله، إنكم على دين الله ودين آبائي (1)، أما والله، ما أعني محمد بن علي ولا علي بن الحسين وحديهما (2) ولكني أعنيهما وأعنى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب، وإنه لدين واحد، فاتقوا الله وأعينونا بالورع، فوالله ما تقبل الصلاة ولا الزكاة (3) ولا الحج إلا منكم، ولا يغفر إلا لكم، وإنما شيعتنا من اتبعنا ولم يخالفنا، إذا خفنا خاف، وإذا أمنا أمن، أولئك شيعتنا، إن إبليس أتى الناس فأطاعوه، وأتى شيعتنا فعصوه، فأغرى الناس بهم، فلذلك ما يلقون منهم.
ذكر مودة الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين والرغائب في موالاتهم قال الله عز وجل: (4) قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
وروينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه، أن جماعة من شيعته دخلوا عليه (5) وفيهم (6) رجل مكفوف البصر، فقال له بعضهم:
يا بن رسول الله، إن هذا الرجل يحبكم ويتولاكم، فالتفت إليه شبيها بالمغضب، فقال: إن خير الحب ما كان لله ولرسوله، ولا خير في حب سوى ذلك، وحرك يده مرتين.
وقال: إن الأنصار جاءوا إلى رسول الله (صلع)، فقالوا: يا رسول الله،