رويناه عن رسول الله (صلع) من ذلك أنه كان يقسم مالا بين المسلمين إذ وقف عليه رجل غائر العينين مشرف الحاجبين (1) فقال: (2) ما عدلت فيما قسمت (3)، ثم ولى فتغير وجه رسول الله وقال: فإذا أنا لم أعدل فمن يعدل؟ ولكن قد أوذى (4) موسى (ع) من قبل فصبر، ثم أشار بعد ذلك إلى من حوله ثم قال: من يقوم إلى هذا فيقتله؟ فقام أبو بكر فأصابه، وقد قام في حرم (5) المسجد وهو يصلى (6)، فقال: يا رسول الله (صلع) إني وجدته قائما يصلى (7)، قال: اجلس، ثم قال:
من يقوم منكم فيقتله؟ فوثب عمر، فأصابه كذلك (8) يصلى فرجع فقال: يا رسول الله أصبته قائما في الصلاة ما خرج منها فما ترى فيه؟ قال: اجلس، ثم قال:
من يقوم إليه (9) فيقتله؟ فقال على، أنا يا رسول الله، فقال له رسول الله (صلع) أنت يا علي؟ وما آراك تدركه. فانطلق، فلم يجده فرجع فأعلم النبي (صلع) فقال النبي (صلع): لو قتلتموه ما اختلف بعدي منكم اثنان، وسوف يخرج من ضئضئ (10) هذا الرجل قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قالوا: يا رسول الله، وما مروق السهم من الرمية؟
قال: الرجل يرمى الصيد فينفذه، ويخرج السهم ولم يصبه شئ من الدم لشدة الضربة وقد دخل في الصيد. وكذلك هؤلاء لا يتعلقون من الاسلام بشئ، وإن دخلوا فيه (11).
وأما ما رويناه عن علي، صلوات الله عليه وعلى الأئمة من ولده، فإنه حرض الناس على القتال يوم الجمل، فقال لهم (12): " قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون "، ثم قال: والله ما رمى أهل هذه الآية بسهم قبل اليوم.