شرح العروة الوثقى - السيد محمد باقر الصدر - ج ٤ - الصفحة ٣٣
عرق غيره من الحيوانات الجلالة، فهنا فرعان:
أما الفرع الأول فالكلام في الروايتين، تارة من حيث السند، وأخرى من حيث الدلالة.
أما سندا فالرواية الأولى معتبرة، وأما الثانية فهي كذلك، على خدشة تنشأ من أنها رواها الشيخ الطوسي بطريقه إلى الكليني على نحو تنتهي بهشام بن سالم (1)، وكذلك رواها في الوسائل عن الكافي مباشرة (2) غير أن الموجود في المطبوع من الكافي انتهاؤها إلى هشام بن سالم عن أبي حمزة (3)، فإن عين بالانصراف والشهرة في أبي حمزة الثمالي الثقة فهو، وإن أبدي احتمال انطباقه على أبي حمزة سالم البطائني الذي لم يثبت توثيقه حصل نحو تهافت في السند. وحله: إن النسخ التي ثبتت أبا حمزة في السند لا معول عليها إلا من باب الاطمئنان، لعدم وجود طريق شخصي معتبر إلى كل نسخة، بينما يوجد للشيخ طريق معتبر إلى الكليني وقد روى عنه باسقاط أبي حمزة، فيزول الاطمئنان عن تلك النسخ، ويكون التعارض من تعارض الحجة واللا حجة (4).

(١) التهذيب الجزء الأول ص ٢٦٣.
(٢) الوسائل باب ١٥ من أبواب النجاسات حديث ١.
(٣) الكافي الجزء السادس ص ٢٥٠.
(٤) توجد بيانات أخرى منها: أن نقل صاحب الوسائل عن الكافي بدون أبي حمزة يعارض نسخ الكافي الموجودة فنرجح ما في الوسائل لأن له طريقا صحيحا إلى الكليني كما صرح به في خاتمة الوسائل وفي إجازاته.
ومنها: أن نقل صاحب الوسائل بدون أبي حمزة عن الكافي يكشف على الأقل عن تعارض نسخ الكافي فتسقط فنأخذ بنقل التهذيب عن الكليني.
ومنها: أن تتبع الكتب التي نقلت عن الكافي قبل قرون يثبت عدم وجود أبي حمزة في الكافي فيبرهن على حدوث التحريف بعد ذلك فمثلا في الروضة الجزء السابع ص ٢٩٠ ينقل الرواية بدون أبي حمزة عن الكافي بقرينة ذكره لعبارة (وهي التي تأكل العذرة) الموجودة في الكافي فقط وفي شرح الارشاد للمحقق الأردبيلي في كتاب الأطعمة والأشربة كذلك وفي جامع الرواة لم ينقل إن هشام بن سالم روى عن أبي حمزة وفي الحبل المتين بدون أبي حمزة أيضا. وذكر في الهامش إن في الكافي بدل الجلالة الجلالات فلو كان اختلاف في نسخة الكافي لبينه. ومنها: أنه لو فرض تعارض نسخ الكافي مع ما ينقله في التهذيب عن الكليني فيتساقطان فنرجع إلى ما نقله الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد في التهذيب الجزء التاسع ص 45 وليس فيه أبو حمزة ومنها: أن نفترض أن الرواية واردة في الكافي في موردين أحدهما فيه أبو حمزة والآخر ليس فيه فنأخذ به والذي يشهد على هذه الفرضية هو المحدث الكاشاني في الوافي حيث نقل الرواية عن الكافي والتهذيب بدون أبي حمزة ثم نقلها عن الكافي مع أبي حمزة ولكني لم أعثر على رواية ليس فيها أبو حمزة في الكافي.
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست