أما الرواية الأولى فلأن التعبير فيها في الجواب بقوله: ما أحب ظاهر في الكراهة.
وأما قوله عليه السلام إن أعوان الظلمة، الخ. فهو من باب التنبيه على أن القرب إلى الظلمة والمخالطة معهم مرجوح وإلا فليس من يعمل لهم الأعمال المذكورة في السؤال خصوصا مرة أو مرتين خصوصا مع الاضطرار معدودا من أعوانهم، و كذلك يقال في رواية عذافر مع احتمال أن يكون معاملة عذافر مع أبي أيوب وأبي الربيع على وجه يكون معدودا من أعوانهم وعمالهم.
وأما رواية صفوان فالظاهر منها أن نفس المعاملة معهم ليست محرمة بل من حيث محبة بقائهم، وإن لم تكن معه معاملة ولا يخفى على الفطن العارف بأساليب الكلام أن قوله عليه السلام ومن أحب بقائهم كان منهم لا يراد به من أحبهم مثل محبة صفوان بقائهم حتى يخرج كرائه، بل هذا من باب المبالغة في الاجتناب عن مخالطتهم حتى لا يفضي ذلك إلى صيرورتهم من أعوانهم وأن يشرب القلب حبهم لأن القلوب مجبولة على حب من أحسن إليها، وقد تبين مما ذكرنا أن المحرم من العمل للظلمة قسمان:
أحدهما: الإعانة لهم على الظلم.
والثاني: ما يعد معهم من أعوانهم والمنسوبين إليهم، بأن يقال: هذا خياط السلطان وهذا معماره. وأما ما عدا ذلك فلا دليل معتبر على تحريمه.
____________________
وتنقيح القول في المقام إن النصوص على كثرتها لا تدل على الحرمة في هذه المسألة لأنها على طوائف:
الأولى: ما دل على الحرمة فيما إذا صدق على المعين عنوان عون الظالم، وكان معدودا في العرف من المنسوبين إليه، بأن يقال: هذا كاتب الظالم مثلا: كحسن محمد بن
الأولى: ما دل على الحرمة فيما إذا صدق على المعين عنوان عون الظالم، وكان معدودا في العرف من المنسوبين إليه، بأن يقال: هذا كاتب الظالم مثلا: كحسن محمد بن