فنصبت لهم فلما قعدوا عليها أذن للناس فدخلوا يبايعون، فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الإبهام إلى الخنصر ويخرجون، حتى بايع في آخر الناس فتى من الأنصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام، فتبسم أبو الحسن (عليه السلام) ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فإنه بايعنا بعقدها. فقال المأمون: وما فسخ البيعة من عقدها؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): عقد البيعة من أعلى الخنصر إلى أعلى الإبهام، وفسخها من أعلى الإبهام إلى أعلى الخنصر. قال: فماج الناس في ذلك وأمر المأمون بإعادة الناس إلى البيعة على ما وصفه أبو الحسن (عليه السلام). وقال الناس: كيف يستحق الإمامة من لا يعرف عقد البيعة؟ إن من علم أولى بها ممن لا يعلم. قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه (عليه السلام).
ورواه عنه في نور الثقلين. (1) 26 - وفي خبر أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في أمر القائم (عليه السلام): " فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من السماء. " (2) ولعل المراد بالأمر الجديد الحكومة الإسلامية الصالحة العادلة أو خالص الإسلام ومصفاة الذي أتى به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وبالكتاب الجديد القرآن الكريم بشرحه وتفسيره بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما ورد بذلك أخبار كثيرة، وإلا فالكتاب الذي بأيدينا حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
27 - وفي خبر عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " ينادى باسم القائم (عليه السلام) فيؤتى وهو خلف المقام فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع. " (3) 28 - وفي خبر السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر