في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله، إن الله غفور رحيم. " (1) 7 - وفي تفسير نور الثقلين عن الكافي بسند صحيح، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة بايع الرجال ثم جاءت النساء يبايعنه، فأنزل الله - عزوجل -: يا أيها النبي. الآية... قالت أم حكيم... يا رسول الله، كيف نبايعك؟ قال: إنني لا أصافح النساء، فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها فقال: أدخلن أيديكن في هذا الماء. " (2) وروي فيه روايات أخر أيضا بهذا المضمون.
8 - وروي عن البخاري، عن عائشة، قالت: " كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبايع النساء بالكلام بهذه الآية أن لا يشركن بالله شيئا. وما مست يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يد امرأة قط إلا امرأة يملكها. " (3) 9 - وروي أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا بايع النساء دعا بقدح فغمس يده فيه ثم غمسن أيديهن فيه. وقيل إنه كان يبايعهن من وراء الثوب. (4) وبالجملة، فبيعة رسول الله في الحديبية وفي فتح مكة ذكرتا في القرآن، فيعلم بذلك كون البيعة من الأمور التي يهتم بها في الإسلام.
10 - وفي سيرة ابن هشام عن الزهري ما حاصله:
" إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، فقال له رجل منهم:... إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: " الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء. " قال: فقال: أفتهدف نحورنا للعرب دونك فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا،