الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء والمعنى ولكن الله اجتبى رسوله بإعلامه كثيرا من الغائبات.
وقال أبو جعفر ع: إذا حدثتكم بشئ فسلوني من كتاب الله تعالى. ثم قال في حديثه: إن الله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال. فقالوا: يا بن رسول الله أين هذا من كتاب الله تعالى - فقال: إن الله تعالى يقول في كتابه: لا خير في كثر من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، وقال: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما، وقال تعالى: لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، ثم قال: لا تمانعوا قرض الخمير والجبن فإن منعه يورث الفقر.
أمير المؤمنين ع: من باع الطعام نزعت منه الرحمة وقال أبو الحسن عليه السلام: من اشترى الحنطة زاد ماله ومن اشترى الدقيق ذهب نصف ماله ومن اشترى الخبز ذهب ماله، وذلك لمن يقدر ولا يفعل.
فصل:
وقوله تعالى: أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم، المعنى أعطوا الواجب وافيا غير ناقص، ويدخل الوفاء في الكيل والذرع والعدد.
والمخسر: المعرض للخسران في رأس المال، يقال: أخسر يخسر إذا جعله يخسر في ماله وهو نقيض أربحه. والقسطاس الميزان، نهاهم الله أي يكونوا من المخسرين، وقال تعالى:
ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير، نهاهم أن يبخسوا الناس فيما يكيلونه أو يزنونه، وقال لهم: إني رآكم بخير أي برخص السعر، وحذرهم الغلاء في قول ابن عباس.
وقال تعالى: ويل للمطففين، هدد الله بهذا الخطاب كل من بخس غيره حقه ونقصه ماله من مكيل وموزون، فالبائع والمشتري مخاطبان بهذا لأن الكيل ووزن المتاع على البائع فتوفية ذلك عليه ووزن الثمن على المشتري، فإن لم يحسنا ذلك لم يتعرضا له وليول كل واحد منهما ما عليه غيره وأجرته عليه، والكيال ووزان الأمتعة يعينان البائع فأجرتهما عليه،