أيضا نسبة من النسب، كما سيأتي. ولتعيين النسبة يحتاج إلى إقامة البرهان، وطريقة البرهان التي نتبعها هنا تعرف بطريقة الاستقصاء أو طريقة الدوران والترديد - وسيأتي ذكرها في مبحث القياس الاستثنائي (1) - وهي أن تفرض جميع الحالات المتصورة للمسألة، ومتى ثبت فسادها جميعا عدا واحدة منها فإن هذه الواحدة هي التي تنحصر المسألة بها وتثبت صحتها.
فلنذكر النسبة بين نقيضي كل كليين مع البرهان، فنقول:
1 - نقيضا المتساويين متساويان أيضا أي: أنه إذا كان " الإنسان " يساوي " الناطق " فإن " لا إنسان " يساوي " لا ناطق ". وللبرهان على ذلك نقول:
المفروض أن ب = ح والمدعى أن لا ب = لا ح البرهان: لو لم يكن لا ب = لا ح لكان بينهما إحدى النسب الباقية. وعلى جميع التقادير لابد أن يصدق أحدهما بدون الآخر في الجملة (2).
فلو صدق " لا ب " بدون " لا ح " لصدق " لا ب " مع " ح "، لأن النقيضين لا يرتفعان ولازمه: ألا يصدق " ب " مع " ح " لأن النقيضين لا يجتمعان، وهذا خلاف المفروض وهو ب = ح.
وعليه فلا يمكن أن يكون بين " لا ب " و " لا ح " من النسب الأربع غير التساوي، فيجب أن يكون: