3 - الوجودية اللا ضرورية (1): وهي المطلقة العامة المقيدة باللا ضرورة الذاتية، لأن المطلقة العامة يحتمل فيها أن يكون المحمول ضروريا لذات الموضوع ويحتمل عدمه، ولأجل التصريح بعدم ضرورة ثبوته لذات الموضوع تقيد بكلمة " لا بالضرورة " وسلب الضرورة معناه: الإمكان العام (2) لأن الإمكان العام هو سلب الضرورة عن الطرف المقابل، فإذا سلبت الضرورة عن الطرف المذكور صريحا في القضية - ولنفرضه حكما إيجابيا - فمعناه: أن الطرف المقابل - وهو السلب - موجه بالإمكان العام.
وعليه، فيشار بكلمة " لا بالضرورة " إلى ممكنة عامة، فإذا قلت: " كل إنسان متنفس بالفعل، لا بالضرورة " فإن " لا بالضرورة " إشارة إلى قولك:
لا شئ من الإنسان بمتنفس بالإمكان العام.
فتتركب إذا الوجودية اللا ضرورية من مطلقة عامة وممكنة عامة، وإنما سميت " وجودية " لأن المطلقة العامة تدل على تحقق الحكم ووجوده خارجا، وسميت " لا ضرورية " لتقيدها باللا ضرورة.
4 - الوجودية اللا دائمة (3): وهي المطلقة العامة المقيدة باللا دوام الذاتي، لأن المطلقة العامة يحتمل فيها أن يكون المحمول دائم الثبوت لذات الموضوع ويحتمل عدمه، ولأجل التصريح بعدم الدوام تقيد القضية بكلمة " لا دائما " فيشار بها إلى مطلقة عامة - كما تقدم - فتتركب الوجودية اللا دائمة من مطلقتين عامتين وسميت " وجودية " (4) للسبب المتقدم. نحو " لا شئ من الإنسان بمتنفس بالفعل، لا دائما " أي: أن كل إنسان متنفس بالفعل.