وقال السالمي من رأى أنه شبعان أو يرى فيه امتلاء من الطعام حتى لم يبق فيه سعة فان ذلك تغير أمره وسقوط حاله وربما دل على انقضاء أجله إلا أن يكون فيه سعة لذلك فيكون مرزوقا في دنياه على السعة. وقال أبو سعيد الواعظ الشبع يدل على المعاش وعود المال، وأما العطش فإنه يدل على تعب ومشقة وفساد في الدين والدنيا وقال الكرماني من رأى أنه عطشان فإنه يطلب أمرا ولا يدركه بحيث لا يكون الامر أصلا لقوله تعالى - يحسبه الظمآن ماء - وربما كان محتاجا إلى النكاح وقال أبو سعيد الواعظ رؤيا العطش تؤول على وقوع خلل في الدين وإذا كان عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب منه فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى - ومن لم يطعمه فإنه منى - وأما الري فإنه خير ونعمة ما لم يحصل منه تفرقع لاحد الأعضاء، وقال الكرماني من رأى أنه ريان فإنه يدل على السعة، وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه يشرب ماء باردا فإنه إصابة مال حلال.
وقال دانيال رؤيا الري أحسن من رؤيا العطش وأما الشرب من جميع أنواع الشارب مع وضع كل نوع في إنائه والشرب من الأبحر والأنهر والعيون والابار فجميعه مفصل في بابه وأما السعة قال الكرماني من رأى أنه من أهل السعة والمال والقدرة والامكان فذلك تغير أمره وسقوط حاله وموت يعالجه أو يكون ظالما فينتقم منه، وقال أبو سعيد الواعظ الغنى هو الفقر، ومن رأى أنه غنى فإنه يفتقر وقال بعضهم: رؤيا الغنى لأهل الدين والصلاح قناعة لقول عبد العزيز الديرينى: