ومن رأى كأنه خرج من السفينة إلى البر ارتكب معصية لقوله تعالى - فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون -، ومن رأى كأن السفينة كسرت وتفرقت ألواحها وتعلق بلوح منها فإنه يشرف على هلكة ثم ينجو وإن كان تاجرا خسر في تجارته ثم ينال ربحا. ومن رأى كأن السفينة غرقت وتفرقت ألواحها أصيب في والده أو من بقوم مقامه أو في الأقرباء والسفينة القائمة التي لا تجرى تدل على الحبس لأنه لما قامت السفينة بيونس عليه السلام حبس في الحوت وأما بقية الأبحر فكل واحدة تعبر في أهلها ومكانها نظير ما تقدم.
وإن رأى أنه أصلح شيئا فيها سفينة فإنه يفسد فيها شيئا. ومن رأى أنه يفسد فيها شيئا فتعبيره ضده لان أهل معاش البحر يسمون صلاحها فسادا وفسادها صلاحا. ومن رأى أنه في سفينة بمفرده فإنه يتزوج. ومن رأى أن سفينة موسوقة فإنه حصول خير على كل حال. ومن رأى أنه يجذب سفينة من البر إلى البحر فإنه ينتسب في سره للملك ويتقرب عنده. ومن رأى ضد ذلك فتعبيره ضده. ومن رأى أنه أطلع سفينة إلى مكان مرتفع لم يمكن طلوع السفينة لم يمكن طلوع السفينة في مثله فهو على وجهين تسبب لاحد في مصالحه وعلو منزلته وشهرته بين الناس وربما كان ذلك ليس بمحمود وقيل رؤيا المعدية التي تعدى في البحر بالناس والدواب على أربعة أوجه: سلامة وأمر خطر وامرأة نافعة وتابوت.
(فصل: في رؤيا آلات المراكب والقوارب) أما القلع فحسن لقول الناس ثناؤنا على فلان كل قلع في البحر وهو على أوجه: