السائر بين الناس من خاف سلم، وأما العجلة فليست بمحمودة فإنها من مفاسد الشيطان فمن رأى أنه مستعجل فإنه يتوقع زللا وقال بعضهم: من رأى أنه مستعجل في أمر يتعلق بالدين فهو محمود وإن كان دنيويا فضده إلا أن يكون بسبب زواج. وقال ابن سيرين العجلة ندامة وقال جابر المغربي العجلة تؤول بالتأني، وأما التأني فتعبيره في جميع الأحوال ضد العجلة مما تقدم ذكره، وأما الهزل والمزاح فليس بمحمود وقال بعض المعبرين:
من رأى أنه يمازح الناس فإنهم يستخفون به لقول الامام على كرم الله تعالى وجهه:
من مازح الناس استخفوا به وإن كان محمولا على مزحه وربما دل المزاح من الملك لمن هو دونه على التقريب فان المثل السائر بين الناس الأمير مازح فلانا فقر به وفى التواريخ ما يدل على ذلك وهو أن ملكا كان متغيرا على بعض جلسائه وكان من عاداته المزاح معه فلما حضر ذات يوم أراد الممازحة فقال له الأمير ليس هذا وقته، وأما الجوع فمن رأى أنه جائع فإنه مذنب وقال جابر المغربي من رأى أنه جائع فأكل فإن كان الأكل بشهوة وهو طيب فإنه يدل على توبة مستمرة وإن لم يكن الأكل طيبا فإنه يتوب ولا يستمر. وقال بعض المعبرين الجوع يد على الحرص وطول الامل إلا أن يكون في رحمة الله تعالى فإنه حصول توبة ومغفرة وقال جعفر الصادق رؤيا الجوع تؤول على أربعة أوجه خير وحرص وذنب وطمع، وأما الشبع فقال ابن سيرين من رأى أنه شبعان فإنه يستغنى عن الناس لكنه يكون متهاونا في أمر دينه وقال الكرماني من رأى أنه بين الشبع والجوع وأمره معتدل في ذلك فإنه محمود