وأما عقد الشئ على ما يخاف ذهابه أو سقوطه من أي نوع كان فيه فإنه محمود وكذلك الاعتقال لقوله عليه السلام " اعقل وتوكل " وأما العدد فمختلف فيه باختلاف المعدود فان رأى أنه يعد دارهم فيها اسم الله تعالى فإنه يستفيد علما فإن كان فيها صورة منقوشة فإنه يشتغل بالباطل في الدنيا وإن رأى كأنه يعد لؤلؤا فإنه يتلو القرآن وإن رأى أنه يعد خزفا فإنه يشتغل في الخفاء وإن رأى أنه يعد بقرا عجافا فإنه يمر عليه سنون جدبة وإن كانت سمانا فإنه بضد ذلك وإن رأى أنه يعد جمالا مع جو القها فإن كان سلطانا أو من يقوم مقامه فإنه يصيب من أعدائه أموالا قيمتها توافق حمل الجمالات وإن كان دهقانا مطر زرعه وإن كان تاجرا نال ربحا كثيرا. وقال الكرماني من رأى أنه يعد عددا من الاعداد فان لكل عدد تأويلا فالواحد توحيد وإيمان الله عزو جل والاثنان أبوان أو شاهدا عدل على تصديق الرؤيا والثلاثة وعد صادق لقوله تعالى - ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب - والأربعة دعاء مستجاب ومال مجموع وربما يكون تزويجا والخمسة دولة مقبولة وربما يكون الخمس خمس صلوات فان نقص منها شئ فهو نقصان في الصلاة، وقال أيضا عدد الواحد مبارك والاثنين خلاص من بلاء وظفر على الأعداء لقوله تعالى - ثاني اثنين إذ هما في الغار - والثلاثة ليست بمحمودة والأربعة مباركة وخير لقوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم - ورؤيا الخمسة جيدة حميدة وأما الستة فهي فعل شئ فيه نتاج لقوله تعالى - خلق السماوات والأرض في ستة
(٢١٩)