أو يودعونه لفراق فإنه يتحول عن حالته التي هو عليها ثم لا يعود لمثلها وربما كان ذلك في ارتفاع عنهم. وقال السالمي من رأى أنه يودع أحدا فإنه جيد لأنه يؤول على خمسة أوجه مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك لامر فيه نتيجة وربح المتجر وإعادة الولاية إلى صاحبها وشفاء المريض وذلك أنه من الوداع وأنشد بعضهم شعرا: إذا رأيت الوداع فاخرج ولا يهمنك البعاد وانتظر العود من قريب فان قلب الوداع عاد وأما التواري فإنه يدل على أنه يولد له بنت لقوله تعالى - يتوارى من القوم من سوء ما بشر به - وقيل يفر من خوف أحد. وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه توارى في بيت فإنه فرار من أحد لقوله تعالى - يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا - وأما الاستخفاء والظهور للناس فإنه يؤول على أوجه. وقال الكرماني: من رأى أنه هارب ولا يدرى ممن يهرب فإنه يرزق توبة لقوله تعالى - ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين - وإن عرف الامر الذي يهرب منه فإنه يأمن من خوف لقوله تعالى - ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربى حكما - وكل ما يهرب الانسان منه مما لا يعاين طلبه فهو ظفر للمطلوب بالطالب، ومن رأى أنه يستخفى من الناس ولا يستخفى من الله فإنه يبارز الله بالمعاصي لقوله تعالى - يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله - وقيل رؤيا الفرار هم وحزن. وقال ابن سيرين: من رأى أنه يهرب من أحد أو من حيوان معطب فإنه يدل على أمان من الخوف وحصول الظفر وقال بعض المعبرين ربما يكون الفرار
(٢٠٥)