ما تكون الرؤيا عند إدراك الثمار واجتماع أمرها وأضعف ما تكون عند سقوط ورقها وذهاب وثمرها وقيل إن الله تعالى وكل على كل بذر وشجر ملكا لحفظه من الجن لئلا يفسدوه فإذا انقضى أو انهما وارتفعت الملائكة الموكلون بهما بعدت النفوس وتغيرت الأمزجة فتظهر الأحلام السوء والأضغاث. (فصل) وأقرب ما تخرج الرؤيا أي تظهر الرؤيا إذا رؤيت آخر الليل فإنه ينتظر بها وروى أن ابن بها وروى أن ابن سيرين قال من رأى رؤيا أول الليل فإنه ينتظر بها إلى عشرين سنة فما دون ذلك ويقاس على الليل على السنين ويعرف ما مضى من الليل وينقص من السنين بقدره، مثاله إذا مضى من الليل نصفه ينتظر الرؤيا إلى عشر سنين فما دون ذلك ويقاس على ذلك ومن رأى رؤيا عبد الصبح فإنه ينتظر لها مدة شهرين وما دون ذلك وكذلك رؤية النهار وقد ظهرت رؤية يوسف عليه السلام بعد عشرين سنة فلأجل ذلك حد آخر انتظار الرؤيا عشرين سنة وقال الكرماني أصح ما تكون الرؤيا عند استغراق النوم لقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما زال الانسان يرى الشئ فيكون ويرى الشئ فلا يكون والجواب عن ذلك تقدم في قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (فصل) وقد يبطل تأويل الرؤيا إذا كان لإنسان قد عمل فيما يراه في منامه وشغل به في اليقظة سره وفى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الرؤيا ثلاثة فالرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى والرؤيا من تخويف الشيطان والرؤيا مما يحدث بها الرجل نفسه " وقال بعض المعبرين الرؤيا الصالحة على قسمين قسم بشرى
(٧)