فإنه يأمن من شر الأعادي وإن رأى أنه خرج من حصار فان الأعادي تظفر به، وقال جابر المغربي إن كانت في الحصار ذخيرة زائدة فإنه دليل الخير والصلاح في دينه وإن كان بخلاف ذلك فبضده وقيل من رأى أنه يحاصر قوما ورمى عليهم بأنواع آلات القتال فإنه ينازع مع قوم ويرميهم بالكلام فان أصاب ما رمى به شيئا أثر كلام وإن لم يصب لم يؤثر وكذلك إن رأى أنه يرمى عليهم من أعلا شئ مما ذكر وقيل من رأى أنه في حصار فإنه انحصار، ومن رأى أنه خرج من الحصار ولم يجد من يشوش عليه فإنه محمود وإن وجد مع ذلك فرجة وراحة فإنه ليس بمحمود، ومن رأى أنه افتقر إلى شئ من الآلات ولم يجدها فإنه نقص في قدرته وإن وجدها فإنه تمام أمره سواء كان محاصرا أو محاصرا.
(فصل: في رؤيا المنجنيق والمدفع والمكحلة ونحوها مما يرمى به في الحصار والمحاصرة) من رأى منجنيقا يرمى به على قلعة أو مدينة منسوبة إلى الاسلام فان الرائي يحصل منه كلام يكون فيه نقص للاسلام وربما كان فيه ضرر لأهل ذلك المكان فليتق الله وإن كان يرمى به على مدينة الكفار أو قلعتهم فإنه دليل على أن الرامي يكون قائما في دين الله مبغضا لما سواه، ومن رأى أن المنجنيق حصل به خلل فإنه غلبة للرامي وظفر لأهل ذلك المكان وأما حجر المنجنيق فإنه يؤول بالكلمة العظمى فمن رأى أنه أصابه حجر من ذلك فإنه لا خير فيه فان أزعج فيه شيئا أو كسرة فهو حصول مضرة بالغة نعوذ بالله من ذلك وقيل حجر المنجنيق كلمة الملك وقيل من رأى حجارة