من الشيطان الرجيم فإنه لا يضره إن شاء الله تعالى " وينبغي أن يكون المعبر ذا حذاقة وفطنة صدوقا في كلامه حسنا في أفعاله مشتهرا بالديانة والصيانة بحيث لا ينكر عليه فيما يعبره لشهرة صدقه ولذلك سمى الله يوسف بالصديق وأن يكون عارفا بالأصول في علم التعبير وأن يميز رؤبة كل أحد بحسب حاله وما يليق به وما يناسبه ولا يساوى الناس فيما يرونه ويعتبر في تعبيره على ما يظهر له من آيات القرآن وتفسيره ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينقله المتقدمون في كتبهم وقد يقع نوادر ويعتمد على تعبيرها من الألفاظ الجليلة الظاهرة بين الناس وما نقل عن الأدباء في أشعارهم وغير ذلك من أشياء تناسب في المعنى؟
سنذكر إن شاء الله تعالى بعض ذلك في باب النوادر ولو اعتمد المعبرون على ما ضبط في الكتب خاصة لعجزوا عن أشياء كثيرة لم تذكر في الكتب لان علم التعبير واختلاف رؤيا الناس كبحر ليس له شاطئ وقد وضعت هذا الكتاب ملخصا وبوبته ثمانين بابا وجعلت لكل بابا ما يناسبه من معانيه وأسأل الله العصمة من الخطأ والنسيان فإنه حسبي ونعم الوكيل.
(الباب الأول في رؤية الله والعرش والكرسي واللوح المحفوظ والقلم وسدرة المنتهى) (فصل) في رؤيا الله تعالى قال الحكيم دانيال من. أي الله عز وجل من المؤمنين