ومن رأى أنه يعلف بهيمة بتبن فإنه يسعى في صلاح أموره وما يحصل له به النفع بصرف مال خصوصا إن انتفع بتلك البهيمة ومن رأى أنه يبذر التبن فيما لا ينبغي له فإنه يصرف ماله بغير استحقاق وقيل رؤيا جميع الأتبان من حيث الجملة سواء كان تبن قمح أو شعير أو غيره من الحبوب فإنه مال على كل حال خصوصا لمن ملكه أو ادخره أو رآه في داره أو على بابه أو بمحلته وقد أجمعت المعبرون على أن رؤيا التبن محمودة جدا وأما الفور وهو دقيق التبن فإنه مال أيضا وقيل من رأى شيئا من الحيوان يأكل من تبنه فان من نسب إليه ذلك الحيوان يأكل من ماله ويحتاج المعبر أن يعبر الأكل إن كان لمنفعة فلا بأس به ويكون صرف المال في مستحقه وإن كان غير منفعة فهو نقص في المال بقدر ما أكل منه ومن رأى تبنا على وجه ماء فتعبير ذلك الماء إن كان بحرا بالملك أو نهرا فهو رؤياه كما تقدم أو غيره مما ذكرناه في الباب الثامن والثلاثين فيكون تأويل ذلك أن من ينسب إليه ذلك الماء الذي على وجه التبن فهو غشاش ظاهره يخالف باطنه لما هو جار بين الناس كأنك ماء تحت تبن وربما كان من جمعه من وجه الماء يحصل له مال ممن ينسب إليه ذلك وفى الجملة ليس بمحمود وكراهية للرائي أبدا.
(الباب الثالث والأربعون: في رؤيا المشارب والخمور والأنبذة وأنواعها) (فصل: في رؤيا المشارب) من رأى أنه يشرب مشروبا من إناء أو غيره وكان رطبا رائقا فإنه طول حياة معيشة ومنفعة وإن كان سخنا فهو مرض وسقم وإن كان