المنجنيق تنزل على مكان فان هدمت أو خرجت كان الضرر بقدر الهدم والخراب وإلا فيكون ناقصا عن ذلك وأما الضرر فهو موجود ومن رأى أنه يصنع منجنيقا فإنه يضمر مكرا ومكيدة ومن رأى أنه يخرب منجنيقا فإنه يسعى في بطلان ما يكون له ولغيره أو يخدع ومن رأى أنه ينحت حجر المنجنيق فإنه يحمل ملكا على أمر حتى يتكلم بكلمة يكون فيها ضرر وأذى ومن رأى أنه يكسر حجر المنجنيق فإنه يكسر كلام الملك وقيل رؤيا المنجنيق تؤول بقدوم العسكر فمهما رأى في ذلك من زين أو شين فيؤول فيه وأما رؤيا المدفع فهو خصم غالب وحجره كلمة ذلك الخصم وقيل إنه يعبر بنوع من المنجنيق وربما كان المدفع أقوى من المنجنيق، وقيل المنجنيق هو ما يقوم مقام الملك والمدفع الكبير الجديد هو الملك بعينه فليعتبر المعبر المعاني في ذلك ويؤول ما ظهر له بتوفيق الله تعالى. وأما المكاحل فهم دون ذلك وتعبر بقريب من هذا المعنى على القدر والهيئة وأما النفوط والأسهم الخطائي والطيارات ونحو ذلك فكلام محرق مضر فمن رأى أنه أصاب أحدا بشئ من ذلك يصيبه بكلام يحرقه ومن رأى شيئا من ذلك أصاب مكانا ولم يصبه فليس يؤثر فيه ولكن يجرى بسببه وكل ما يرمى به الانسان من جميع الأنواع فهو كلام فما كان منه صائبا كان للكلام تأثير وإن آلمه كان أبلغ وإن لم يصب فليس لذلك الكلام تأثير والله أعلم بالصواب . (الباب الثاني والثلاثون: في رؤيا الأرض وما يحدث فيها وما يبدأ منها)
(٢٨٩)