ومن رأى طريقا متشعبا وهو لا يدرى إلى أيها يذهب فإنه يتحير في دينه ويصاحب من لا دين له ومن رأى أنه سالك في طريق ثم مال عنه بقصد فإنه يحتال على عدوه ويخدعه ومن رأى أنه كان سالكا في طريق ورأى ذا أبهة فرجع بسببه فإنه يرتكب ما يحصل به نقص في دينه ومن رأى أنه سالك في طريق ورأى امرأة فمال عن الطريق فان الدنيا تكون خدعته ومن رأى أنه يمشي في طريق مخفى بالظن فإنه يبتدع في دينه ويكون مغرورا في شغله ومن رأى أنه أضل رجلا من طريقه فإنه يدل على فساد دينه لقوله تعالى - وقد خاب من دساها - وقال بعضهم من رأى أنه تاه عن الطريق فربما يتغرب وإن رأى أن أحدا دله على الطريق فإنه يدله ويوضح له ما أشكل عليه لقول بعض الشعراء:
إن الغريب كأنه في ظلمة إن لم يقده قائد لم يهتد وقال جعفر الصادق رؤيا الطريق تؤول على خمسة أوجه دين ومراد وفعل حسن وخير وبركة وراحة وأما السقوط فمن رأى أن أحدا سقط عليه فإنه يظفر به عدوه ومن رأى أنه سقط من مكان عال مثل الجبل أو الحائط وما أشبه ذلك فإنه يدل على عدم إتمام المقصود ومن رأى أنه سقط من ضربة فإنه حصول مصيبة وإن زل قدمه فكذلك، وقال الكرماني من رأى أنه خر على وجهه فإنه إن لم ينوبه السجود فلا خير فيه وإن كان في خصومة أو حرب أو منازعة لم يظفر ومن رأى أنه سقط من سقف أو حائط أو شجر أو جبل أو نحو ذلك فان الامر الذي