أحدها بين الملوك وثانيها بين الملك والرعية وثالثها بين الرعية فقط فمن رأى الحرب بين الملوك فإنه يدل على فتنة أو وباء ومن رأى أن الحرب بين الملك ورعيته فإنه يدل على رخص الأسعار، ومن رأى أن الحرب بين رعيته فقط فإنه صلاح بينهم وقيل قدوم العسكر على بلدة يدل على الغيث، ومن رأى أن جندا مجتمعين فإنه يدل على هلاك أهل الباطل ونصرة أهل الحق لقوله تعالى - فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها - وقيل قلة الجند لمن يكون معهم دليل على ظفره على أعدائه لقوله تعالى - كم من فئة قليلة - الآية، ومن رأى أنه في حرب وقام عليهم عجاج فلا خير فيه لقوله تعالى - ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة -، ومن رأى أن عسكرين اقتتلا فالغالب منهما مغلوب.
وقال بعض المعبرين.
من رأى أن عسكرين اختلطا في وقعة ليتقاتلا ثم اصطلحا فإنه خير يعمهم لقوله تعالى - والصلح خير -.
(فصل: في رؤيا التوسط) فمن رأى أنه وسط أحدا أو أحدا وسطه فهو عند المعبرين بصفة القتل وحكمه. وقال بعضهم من رأى أن أحدا موسطه فإنه يؤول على خمسة أوجه إن كان بينه وبين أحد منازعة فهو قطعها وإن كان له عدو باغ عليه فإنه يظفر به وإن كان ينتظر أمرا خيرا كان أو شرا فإنه يدل على نجازه بصفته وإن كان الموسط ورمى بالبحر وسار في المياه فإنه يدل على حمل أمر إلى ملك وأنه يفصل ذلك الامر بحيث يحصل للرائي نصرة وظفر وخير خصوصا إن كان بينه وبين أحد خصومة أو عداوة وإن كان الموسط علق أو رمى على