يعطى جماعة مجهولين شيئا لا يفهمه فإنه أمر يبهم عليه. وقال بعض المعبرين: كما قال ابن سيرين أحب الاخذ من الموتى ولا أحب الاعطاء إليهم وبالجملة كلما رأى الانسان أن ميتا أعطاه شيئا فهو خير ما لم يكن ذلك الشئ من جنس الهوام اللوادغ وأما الاعطاء من جميع الوجوه فليس بمحمود إلا إذا كان يكرهه وهو من جنس ما تقدم فإنه زوال هم وغم. (فصل: في رؤيا أشياء تتعلق بالموتى) من رأى أن ميتا يرقص فإنه فرحان بما هو فيه لان الموت يضاد الحياة وأفعالها. وقال آخرون جميع ما يفعله الميت من المكروهات كالملاهي وغيرها ليس بمحمود وقال أبو سعيد الواعظ الأصل في رؤيا الميت إذا رؤى في المنام وهو يفعل شيئا حسنا فيه صلاح في أمر دينه ودنياه فإنه يحث الرائي على فعل الخير وإذا رؤى أنه يعمل عملا سيئا فإنه ينهاه عن فعل السيئات وتركها، ومن رأى أنه يبحث عن حقيقة ميت فإنه يبحث عن سيرته في حال حياته، ومن رأى أن الميت في مكان مبهم ثم انتعش وقام قائما ورجعت الروح فيه فان الرائي ينال عزا وحكمة ومالا حلالا، ومن رأى أنه يلقن الموتى فإنه يعظ ويرجع أقواما ضالين عن ضلالتهم ومن رأى أن ملقنا أو غيره نزل إلى حفرة ميت ونكحه فإنه يزنى ومن رأى أنه أتى حفرة ميت فوجد بها نارا فإنه يدل على قبح عمل الرائي وتحذيره وربما كان صاحب الحفرة مرتكبا بدعة وضلالة وكذلك إن رأى فيها شيئا من الهوام ومن رأى أنه يفرق عظام الموتى فإنه يبذل ماله في غير مصلحته وإن رأى أنه يجمعها فإنه حصول مال ومنفعة ومن رأى أن ميتا أحدث ريحا فإنه
(٢٧٨)